مشروبات الطاقة مالها وما عليها!
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تعاطي المشروبات التي تعرف باسم مشروبات الطاقة – والمفهوم أنها تزود متعاطيها بالمزيد من الطاقة والإنعاش، ونسبة لنجاح انتشارها فقد بدأت الشركات المنتجة لها في الازدياد بصورة غريبة مما لفت أنظار الجميع، فقد وصل تعداد هذه الشركات لنحو (500) شركة منتجة .
إن مشروبات الطاقة عادة ما يتناولها الشباب من كلا الجنسين وخصوصا حينما يكونوا مقبلين علي الامتحانات وفي الرحلات الخارجية حيث يعتبرونها تساعدهم في زيادة مفعول الطاقة أثناء تلك الرحلات.
والغريب في الأمر أن بعض صغار السن من كلا الجنسين بدؤوا في تناولها لما رأوا اخوتهم الكبار يتناولونها – ولا سيما وأنها تمتاز بطعمها الكربوني والذي يماثل طعم دواء الكحة الخاص بالأطفال, ولقد بدا انتشار مفعول آثارها يعم الجميع، أي بأنها تساعد الشخص على قوة التحمل والصبر على المهمات الصعبة. ولقد نجحت شركات تعمل في هذا المجال في الانتشار حتى وصل إنتاجها لنحو ( 30,4) بليون دولار في العام الماضي
وبعد دراسة وأبحاث تخص هذه المشروبات توصل الأطباء إلى الخطورة من تناول مثل هذه المشروبات , حيث أدركوا أنها تحتوي على مواد الكافيين والسكر الضارتين وبالطبع سوف تتسبب في مضايقات صحية تصيب من يتناولها – وتحتوي تلك المشروبات على أنواع مختلفة من الكافيين، وبعضها يحتوي على مادة ( فيتامين بي) وحينما يتناول الشباب جرعة كبيرة منها سوف يصابون بزيادة سرعة ضربات القلب واهتزاز في أصابع اليد والأرجل .
والذي يقلق الأطباء أن بعض المراهقين بدؤوا في تناول هذه المشروبات وبشراهة مما جعل المركز المعني بالسموم يعلن بعد دراسة مستفيضة أن الإقدام على تناول كمية كبيرة من مادة الكافيين بمثابة تناول للسموم .
وبعد حملة إعلامية كبيرة قادها الأطباء وعلماء الصحة اضطرت الشركات المنتجة لهذه المشروبات بكتابة إعلان يظهر مدى ضرر هذا المشروب , واضطروا لكتابة:
تحذير " هذا المشروب غير صحي – يجب ألا تقدم على تناوله ما لم تصل لسن الثامنة عشر ".
وفي هذا الصدد يتحدث البروفسير قرينبيرج "مستشار التسويق لكلية اليزبثتاون " أن المراهقين تواقين لتناول كل ما يقال عنه خطير وضار للصحة، وبما أن المراهق يشعر بأنه يتمتع بصحة جيدة فلا يمانع بتناول ما يضر تلك الصحة، ولكنه سوف يندم حينما يصل لسن الخمسين حيث تظهر الآثار التي تركها تناوله لتلك المواد الضارة . وإذا نظرنا للموضوع من الناحية النفسية نجد أن الأطفال يراقبون آباءهم وهم يتعاطون السجاير الضار بالصحة بجانب القهوة – ولهذا فإن رغبتهم في التقليد تكون أكبر من عملية الخوف من الضرر الذي سوف يصابون به .
نسبة للمنافسة الرهيبة الحادثة بين الشركات المنتجة لهذه المشروبات – فقد بدأ بعضها في تسميتها بأسماء جذابة ومن أشهر وأكبر الشركات العاملة في هذا المجال شركة " العجل الاحمر " the red bull بدأ إنتاجها في عام 1987م ومقرها دولة النمسا، بدأ انتشارها بقارة آسيا ومن ثم انتشرت بجميع أقطار العالم، وبلغ إنتاجها الحالي نحو (2,5 بليون قنينة في العام )، وبلغ حجم الدول التي لها فروع بها نحو 130 فرعا بالعالم، وتغطي نحو 37% من احتياجات الولايات المتحدة الأمريكية .
وبجانب هذه الشركة نجد شركة " المتوحش " والتي تضاهي شركة العجل الأحمر شهرة، وتقوم بإنتاجها نفس الشركة التي تنتج مشروب الكوكا كولا ، ونسبة للمنافسة الكبيرة بين تلك الشركات فقد بدأت الشركات في استحداث أسماء جذابه حتى تستطيع الدخول في مجال المنافسة الحار .
وأخطر ما في الموضوع – ظهور مشروبات جديدة للطاقة تحتوي علي مادة الكوكايين وتباع في الأندية الليلية والكازينوهات, ومن أبرز المشروبات التي ظهرت وبها مادة الكوكايين – مشروب " مروج الفاحشة " و " المنادي ".
وتتحدث صاحبة المصنع الخاص بهذا المشروب السيدة حنا كيري " : اقترحت صنع هذا المشروب بحيث يحتوي علي كمية قليلة من مادة الكوكايين – وإننا نعلن للشباب بألا داعي لتعاطي الكوكايين وأننا نقدمه لهم بصورة صغيرة لا تضر بصحتهم "
وفي دولة السويد وجد بعض المراهقين الذين يكثرون من تناول مثل هذه المشروبات – وجدوا في حالة وفاة مفاجأة – مما حدا بالحكومة السويدية بدراسة المخاطر التي تتسبب فيها هذه المشروبات، وخرجت بتوصيات منها :
- يجب عدم الإقبال على تناول مثل هذه المشروبات لإرواء العطش .
- يجب عدم الإقبال على تناول مثل هذه المشروبات بعد مزاولة التمارين الرياضية .
- يجب ألا يعمل متناوليها بخلطها بالكحول .
وفي هذا الصدد يقول البروفيسور برازفين "مدير جامعة استكهولم " إننا لم نوف دراسة هذه المشروبات بما يكفي، وإننا بصدد دراسات جديدة حتى ندرك الخطر الحقيقي لتناول هذه المشروبات، ومن ثم نعمل على إبطال مفعوله ".