لقد ملأتنا السعادة جميعا حين أعلنت نتائج أوائل الثانوية العامة للبنين والبنات وفي مقدمتها المتفوقون من أبناء وبنات محافظة القطيف، وهو ما يؤكد ما سبق أن أشرنا إليه في أكثر من مناسبة أن المرأة هنا قد أثبتت تفوقها وامتيازها الدائم، وهو ما يرجع كذلك وبالدرجة الأولى لقيام كفاءات نسائية وطنية بالأداء المرتكز على أسس علمية واضحة، مما يؤكد حسن التخطيط والمتابعة من الأسرة وكذا الفعاليات الثقافية والإجتماعية التي تزخر بها محافظة القطيف والتي تسهم في الإرتقاء بالمجتمع وتحويل الثقافة الى زاد يومي ينهل منه الجيل الجديد من اولاد وبنات.
ليس التفوق غريبا عن بنات محافظة القطيف وهي التي شهدت حضارة منذ القدم، وتمكنت المرأة المعاصرة من أن تصل الماضي التليد بالحاضر الزاهر فارتقت فتياتنا إلى القمة، وبتنا نرى المرأة مشاركة في مجالات علمية وصحية وإقتصادية وإعلامية عديدة، ولم يكن هذا ممكنا دون الجدية الأكيدة في حقل التعليم ومناحي التربية، وغرس المفاهيم العربية والإسلامية الأصيلة التي ترمي إلى أن تحتل المرأة المعاصرة مكانها المناسب تحت شمس الحضارة.
ليس تحيزا مني أن أقول إن محافظة القطيف في كافة مراحل تاريخها الحافل، قد شهدت الكثير من مناحي الرقي والتطور في كافة مناحي الحياة، ولكنني أذكركم أن التعليم سيظل وبحق هو عصب أي تطور حقيقي فهو الذي يبني الكيانات الصغيرة ويؤسس معرفة حقة تتضافر مع قيم إيمانية رشيدة عرفتها بنت القطيف خاصة من أجل ان تكون الحياة متطورة والقيم التربوية الأصيلة راسخة.
منذ عقود طويلة من الزمن زارت الأديبة الراحلة بنت الشاطيء أرض القطيف ودونت ما شاهدته في كتبها فأكدت أن تلك المنطقة الغالية من المملكة أرض علم وأدب وحضارة، وهو المعنى الذي يؤكده هذا التفوق الذي غمر نفوسنا بالسعادة وجعلنا نثق في المستقبل أكثر من أية مرة. شكرا لكن، ومن نجاح إلى نجاح إن شاء الله.
منقوووووووول